الأربعاء 08 يناير 2025

عزلاء امام سطوة ماله لمريم غريب

انت في الصفحة 10 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

و تدير وجهه إليها ثانية 
عشان خاطري يا صلوحي Please وحياتي !
صالح و هو يبتسم رغما عنه 
إنتي عارفة إني بضعف قدام السهوكة بتاعتك دي ماهي مش بالساهل طول عمرك مطلعة عيني و منشفة ريقي
ضحكت بغنج ثم قالت بمزاح 
و إنت طول عمرك بارد و رخم و مابتنزليش من زور مش عارفة هتجوزك إزاي !!!
بقي كده مااشي خليكي بقي فاكرة كلامك ده و لما أخرجلك من هنا
هتعملي إيه يعني إستوضحت بحدة مصطنعة ليرد متقهقرا 
مش هعمل حاجة يا حبيبتي هو أنا مچنون ده إنتي تسيبي عليا عنتر فيها
أيوه كده إتعدل
في هذه اللحظة فتح باب الغرفة ليدخل رفعت البحيري و معه كلا من يحيى و فريال 
وجدوا أن صالح قد أفاق من غيبويته فهرع إليه والده و جثي علي ركبتيه بجوار سريره و أخذ يبكي و يعانقه و يقول 
يا حبيبي حمدلله علي سلامتك يا حبيبي الحمدلله إنت كويس يابني 
أجابه صالح بإبتسامة بسيطة تطمئنه 
أنا كويس يا بابا الحمدلله ماتقلقش
ألف حمدلله علي سلامتك يا صالح ألف حمدلله علي سلامتك
حمدلله علي السلامة يا صالح قالها يحيى بإبتسامة ليرد صالح إبتسامته قائلا 
الله يسلمك يا عمو
فريال بإبتسامة رقيقة هي الأخري 
حمدلله علي سلامتك يا صالح
الله يسلمك يا طنط فريال
شد حيلك بقي عشان تقوم بالسلامة و ترجع البيت معانا
إبتسم صالح و هو يهز رأسه قائلا 
إن شاء الله ثم تساءل بإهتمام 
أومال فين عثمان صحيح 
أجاب يحيى 
عثمان يا سيدي في شركته الجديدة راح يفتتحها بس قال إنه هيخلص و هيجي علي هنا علطول
صالح بتفهم 
ربنا يعينه !
أمام مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة تترجل سمر من سيارة الآجرة
و أخيرا وصلت بعد معاناة في الطريق حيث الإزدحام سائد و العثور علي أي وسيلة مواصلات صعب 
توجهت إلي الداخل و هي تري المناظر البديعة ممتدة علي طول بصرها و تشم الروائح الطيبة منتشرة في كل المكان
تلك إمارات الثراء قالت في نفسها ثم إتجهت نحو الإستقبال حيث هناك تجمهر بسيط و فتاة في مقتبل العمر تقف و تتكلم عبر المايك المكبر للصوت 
من فضلكوا يا أساتذة الكل يلزم مكانه دقايق
بالظبط و مستر عثمان البحيري هيكون معانا هيقول كلمته و يسمعكم تعليماته و بعدين الكل هايروح علي شغله من فضلكوا نلتزم الصمت و ناخد أماكنا بهدوء ! 
يتبع 
مدير صارم ! 
طالت مدة الإنتظار و مضت عدة دقائق طويلة و سمر تقف ككل
الموظفين في إنتظار طلة المدير البهية 
و أخير آتي لمحته من علي بعد و هو يأخذ مكان موظفة الإستقبال و يتناول المايك ثم يضعه في مستوي فمه و يبدأ 
عثمان بصوت أجش و هو يرسم علي وجهه ملامح الصرامة المطلقة 
صباح الخير رد الجميع تحيته ليتابع بسرعة 
أهلا بيكوا في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة طبعا كلكوا أكيد عارفين إن الشركة دي منفصلة عن بقية مجموعات عيلتي بمعني أدق يعني عارفين إنها تخصني أنا لوحدي مش هخوض في تفاصيل كتير عشان مانضيعش الوقت و إحنا لسا في أول يوم بس هقول كلمة كلمة واحدة و ملهاش تاني 
أنا ماعنديش هزار في الشغل إللي هيشتغل بجد في الشركة دي أهلا و سهلا هيشوف كل خير أما إللي مش عايز يشتغل مع السلامة و الباب يفوت جمل الشركات المنافسة كلها ماشية بنظام قديم نظام تقليدي و عقيم ماشية بالبركة يعني لكن شركتي مستحيل تبقي في المستوي ده عشان كده كل موظف هنا مكانه مهدد
بالسحب يعني كل 3 شهور هنصفي موظفين هنشوف مين إللي كفاءاته عالية هنخليه أما إللي هنشوفه مش بيضيفلنا حاجة هنقوله مع السلامة 
اليوم هنا 8 ساعات في إستراحة طبعا لكن باقي الوقت شغل يعني شغل مش عايز أسمع مشاكل مش عايز أشوف تدني في مستوي العمل مش عايز كسل في الشغل و الأهم من ده كله مش عايز نفر يتأخر عن معاد شغله كلكوا تبقوا هنا قبلي و طبعا في جزي للي ممكن يتأخر و ممكن توصل للرفد !
صمت عثمان قليلا يمرر نظره علي وجوه الموظفين التي شحبت تدريجيا إثر كلامه الشديد الحازم ثم أكمل بلهجة فاترة 
زي ما في شدة و حزم في الشغل في كمان ترفيهات و حاجات كتير كويسة أنا عمري ما ببخل أبدا علي موظفيني و أظن معظمكوا عارف كده أشوف بس التقدم بعيني ساعتها المرتبات هتزيد و العلاوات و الحوافز هتبقي الضعف
دوي التصفيق الحار فجأة بعد أن أنهي جملته ليهز رأسه بإبتسامة رزينة يشكرهم ثم عاد و قال 
يلا بقي كل واحد علي شغله من فضلكوا !
تفرق الحشد من أمامه شيئا فشيء لتقع عيناه عليها و يلتقطها من بين الجميع 
كانت مرتبكة متوترة واقفة لا تعرف ماذا تفعل أو أين تذهب فنادي هو عليها دون أن يستخدم المايك 
أنسة سمر !
نظرت إليه فورا بينما أشار لها بيده لتأتي له
فعلت ذلك في الحال و مضت إليه مهرولة 
صباح الخير يا أنسة سمر قالها بإبتسامته الجذابة و قد تخلي عن جديته السابقة تماما لترد بصوت مبحوح 
صباح النور يا عثمان بيه !
جاهزة للشغل 
سمر و هي تهز رأسها بشيء من التوتر 
جاهزة حضرتك
طيب إتفضلي قال و هو يمد لها يده بحقيبته الخاصة
أخذتها منه في إضطراب لكنها تساءلت 
أعمل بيها حضرتك 
عثمان و قد عاد لجديته ثانية 
إنتي مش بقيتي سكرتيرتي 
أومأت بالإيجاب ليرد 
يبقي كل حاجة تخصني من إنهاردة تحت مسؤوليتك ثم قال بلهجة آمرة 
إتفضلي هاتي الشنطة و تعالي ورايا
تبعته سمر و هي تكاد تتعثر من وسع خطواته إلي أن إستقلا المصعد
أخيرا إلتقطت أنفاسها أغلق الباب علي كليهما و ضغط عثمان زر الطابق الثالث
لم يحاول أن ينظر لها إطلاقا خلال تلك الثوان القصيرة بل أظهر برودا بالغا في تصرفاته و بقي متحفظا في شخصيته الواثقة و المغرورة في آن 
وصل المصعد إلي الطابق المنشود ليخطي عثمان إلي الخارج أولا و يتجه إلي غرفة مكتبه مباشرة دون أن يلتفت خلفه
أخذتها منه بإضطراب أشد و فعلت ما قاله ثم عادت إليه مرة أخري 
كان قد جلس مسترخيا وراء مكتبه أخذ يحدق فيها لوقت من الزمن نظراته فارغة غير مقروؤة فعبست سمر متساءلة 
في حاجة حضرتك 
لم
يجيبها في الحال صمت لبرهة ثم قال 
و لا حاجة يا سمر ببصلك بس تعرفي إن شكلك حلو أوي !
توردت خجلا إثر جملته الأخيرة و أطرقت رأسها بسرعة و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة 
إنتي إتكسفتي مني و لا إيه قالها بتساؤل و أردف 
الجمال مابيكسفش
صاحبه بالعكس لازم تتباهي بيه !
سمر بتلعثم و هي لا زالت مخفضة رأسها 
ح حضرتك أنا مش متعودة حد يقولي كده !
عثمان ببراءة متكلفة 
إتضايقتي يعني عموما أنا ماقصدتش أضايقك كل الحكاية إن هي دي طريقتي في التعبير طول عمري متعود أقول رأيي بصراحة ثم أضاف بحزن مصطنع و هو يشيح بوجهه للجهة الأخري 
أنا آسف لو ضايقتك
سمر و هي ترفع رأسها بسرعة 
لا أبدا أنا مش مضايقة بس زي ما قلت لحضرتك مش متعودة حد يقولي كلام زي ده
مش متعودة حد يقولك إنك حلوة 
أومأت له فضحك بخفة و قال 
إزاي إللي حواليكي مش مقدرين جمالك أكيد ناس عندهم مشاكل ! ثم أكمل و هو ينظر بفضول إلي ذلك الوشاح الذي يحجب عنه رؤية شعرها 
بس هتبقي أحلي أكيد لو شيلتي الإشارب ده !
سمر بحدة و هي تضع يدها علي رأسها 
إيه لأ طبعا مستحيل في يوم أقلع الحجاب مستحيل !
عثمان بإبتسامة مرتبكة 
إيه إيه مالك بس إهدي أنا ماقولتلكيش إقلعيه إنتي حرة طبعا ده كان مجرد رأي مش أكتر
عكفت حاجبيها بشيء من الضيق بينما قال عثمان بجدية و هو يهم بمباشرة أعماله 
طيب إتفضلي إنتي علي مكتبك دلوقتي و يا ريت تبدأي شغلك فورا إتأخرنا في الإفتتاح و بالتالي شغلنا إتأخر شوفي شغلك بقي و أي رسايل مبعوتة من برا إطبعيلي منها نسخة و هاتيهالي علطول
سمر بلهجة رسمية 
حاضر يافندم
و خرجت مسرعة لتتوقف حركة عثمان لحظة أغلاق الباب ثم يطلق زفرة حارة و هو يتمتم لنفسه 
إنتي هتتعبيني و لا إيه و لو أنا حاطتك في دماغي خلاص !
في المستشفي أمام غرفة صالح
وقف الطبيب المسؤول
عن حالته يتحدث إلي أفراد العائلة و يناقشهم بخصوص خطة العلاج 
الطبيب بنبرة هادئة 
يا جماعة آجلا أم عاجلا لازم هيعرف بس مش لازم نتأخر إحنا في العلاج بالذات العلاج الطبيعي في أجزاء في لازم نتعامل معاها بسرعة ماينفعش الكسور إللي ضهره تلحم علي بعضها كده خطړ !
رفعت بصوت واهن 
أنا أكيد مش معارض يا دكتور أنا بس خاېف عليه من الصدمة
الطبيب بإبتسامة 
ماتخافش حضرتك أنا بنفسي هقعد معاه و هشرحله وضعه و كل حاجة بخصوص حالته و هو أكيد هيفهم و هيساعدني كمان
و هنا تدخلت صفية 
طيب يا دكتور بعد أذنك بلاش نكلمه في حاجة إنهاردة هو لسا فايق بلاش عشان مايتصدمش زي ما قال عمي ينفع بكره مثلا !
زم الطبيب شفتيه بتفكير ثم قال 
ماشي يا أنسة حل معقول بردو خلاص يبقي بكره الصبح إن شاء الله هاجيله و أشرحله كل حاجة عشان نبدأ في العلاج بأسرع وقت
و تركهم بعد أن إتفقوا علي هذا الحل 
بينما مال رفعت علي الحائط و هو يردد محزونا 
بدري عليك يا صالح و الله بدري عليك العجز يابني !
يحيى صائحا بإنزعاج 
في إيه يا رفعت هتعدد زي الستات و لا إيه !
رفعت و هو يحدجه بعدائية 
إنت ماتتكلمش معايا خالص ليك عين تتكلم و إنت السبب في إللي حصل لأبني !
يحيى بحدة 
إنت إتجننت صح أنا السبب أزاي يعني شكل زعلك علي إبنك لسا مأثر عليك
إنت السبب ! هتف رفعت بإنفعال و تابع 
إنت و إبنك السبب في إللي حصل لأبني إنتوا الإتنين السبب في رميته دي بس و رحمة أبوك و أمك ياخويا لو إبني ماقمش و وقف علي رجليه من تاني ه آا 
هتعمل إيه قاطعه يحيى پغضب و قد إتقدت عيناه بلهب مستعر 
هتعمل إيه يا رفعت قول و شرع في الإقتراب منه لتقف فريال بوجهه و تقبض علي ذراعه قائلة 
يحيى ! من فضلك خلاص ثم إلتفتت إلي رفعت و قالت 
و إنت يا رفعت إهدا صالح هيبقي كويس ماتقلقش
و أضافت صفية بسأم ممزوج بالدهشة 
يعني بجد مش وقتكوا خالص صالح جوا تعبان و إنتوا واقفين هنا بتتخانقوا بجد مش مصدقاكوا !!
و تآففت بضيق و هي تتجه إلي غرفة صالح
بينما وقفا الأخوين يحدقان ببعضهما في ڠضب
و تحد 
في مكان أخر تحديدا في كاڤيتريا الجامعة
يجلس فادي مع رفاقه علي طاولة في الوسط كان شارد منذ جلوسه معهم إلي أن أنتشله صوت أحدهم 
إييييه
ياعم فاادي فينك من الصبح !!
إنتبه فادي لصديقه و أدار وجهه قائلا 
إيه يا كيمو أنا معاكوا أهو يا
10  11 

انت في الصفحة 10 من 13 صفحات